samedi 12 janvier 2013

لا نَبتَدي بالأَذى مَن لَيسَ يؤذِنيا

سَلِ الرّماحَ العَوالـي عـن معالينـا
واستشهدِ البيضَ هل خابَ الرّجا فينا

وسائلي العُرْبَ والأتراكَ مـا فَعَلَـتْ
فـي أرضِ قَبـرِ عُبَيـدِ اللَّـهِ أيدينـا

لمّـا سعَينـا فمـا رقّـتْ عزائمُنـا
عَمّـا نَـرومُ ولا خابَـتْ مَساعينـا

يا يومَ وَقعَـة ِ زوراءِ العـراق وقَـد
دِنّا الأعادي كمـا كانـوا يدينُونـا

بِضُمّـرٍ مـا رَبَطنـاهـا مُسَـوَّمَـة ً
إلاّ لنَغـزوُ بهـا مَـن بـاتَ يَغزُونـا

وفتيَة ٍ إنْ نَقُـلْ أصغَـوا مَسامعَهـمْ
لقولِنـا أو دعونـاهـمْ أجابُـونـا

قومٌ إذا استخصموا كانـوا فراعنـة ً
يوماً وإن حُكّمـوا كانـوا موازينـا

تَدَرّعوا العَقلَ جِلبابـاً فـإنْ حمِيـتْ
نارُ الوَغَـى خِلتَهُـمْ فيهـا مَجانينـا

إذا ادّعَوا جـاءتِ الدّنيـا مُصَدِّقَـة ً
وإن دَعـوا قالـتِ الأيّـامِ : آمينـا

إنّ الزرازيـرَ لمّـا قــامَ قائمُـهـا
تَوَهّمَـتْ أنّهـا صـارَتْ شَواهينـا

ظنّتْ تأنّي البُزاة ِ الشُّهبِ عن جـزَعٍ
ومـا دَرَتْ أنّـه قـد كـانَ تَهوينـا

بيادقٌ ظفرتْ أيـدي الرِّخـاخِ بهـا
ولـو تَرَكناهُـمُ صـادوا فَرازيـنـا

ذلّـوا بأسيافِنـا طــولَ الـزّمـانِ
فمُذْ تحكّموا أظهروا أحقادَهـم فينـا

لم يغنِهِمْ مالُنا عـن نَهبـش أنفُسِنـا
كأنّهـمْ فـي أمـانٍ مـن تقاضينـا

أخلوا المَساجدَ من أشياخنـا وبَغـوا
حتـى حَمَلنـا فأخلَينـا الدّواوينـا

ثمّ انثنينـا وقـد ظلّـتْ صوارِمُنـا
تَميـسُ عُجبـاً ويَهتَـزُّ القَنـا لِينـا

وللدّمـاءِ علـى أثوابِـنـا عـلَـقٌ
بنَشرِهِ عـن عَبيـرِ المِسـكِ يُغنينـا

فيَا لهـا دعـوة فـي الأرضِ سائـرة ٌ
قد أصبحتْ في فـمِ الأيـامِ تلقينـا

إنّـا لَقَـوْمٌ أبَـتْ أخلاقُنـا شَرفـاً
أن نبتَدي بالأذى من ليـسَ يوذينـا

بِيـضٌ صَنائِعُنـا سـودٌ وقائِعُـنـا
خِضـرٌ مَرابعُنـا حُمـرٌ مَواضِيـنـا

لا يَظهَرُ العَجزُ منّـا دونَ نَيـلِ مُنـى ً
ولـو رأينـا المَنايـا فـي أمانيـنـا

مـا أعزتنـا فراميـنٌ نصـولُ بهـا
إلاّ جعلـنـا مواضيـنـا فراميـنـا

إذا جرينا إلـى سبـقِ العُلـى طلقـاً
إنْ لـم نكُـنْ سُبّقـاً كُنّـا مُصَلّينـا

تدافـعُ القـدرَ المحـتـومَ همّتُـنـا
عنّا ونخصمُ صرفَ الدّهرِ لـو شينـا

نَغشَـى الخُطـوبَ بأيدينـا فنَدفَعُهـا
وإنْ دهتـنـا دفعنـاهـا بأيديـنـا

مُلْكٌ إذا فُوّقـت نَبـلُ العَـدّو لَنـا
رَمَـتْ عَزائِمَـهُ مَـن بـاتَ يَرمينـا

عَزائِـمٌ كالنّجـومِ الشُّهـبِ ثاقِبَـة ٌ
مـا زالَ يُحـرِقُ منهـنّ الشيّاطِينـا

أعطى فلا جودُهُ قد كان عـن غلَـطٍ
منهِ ولا أجـرُهُ قـد كـان مَمنونـا

كم من عدوِّ لنَـا أمسَـى بسطوتِـهِ
يُبدي الخُضوعَ لنا خَتـلاً وتَسكينـا

كالصِّلّ يظهـرُ لينـاً عنـدَ ملمسـهِ
حتى يُصادِفَ فـي الأعضـاءِ تَمكينـا

يطوي لنا الغدرَ في نصـحٍ يشيـرُ بـه
ويمزجُ السـمّ فـي شهـدٍ ويسقينـا

وقد نَغُـضّ ونُغضـي عـن قَبائحِـه
ولـم يكُـنْ عَجَـزاً عَنـه تَغاضينـا

لكنْ ترَكنـاه إذْ بِتنـا علـى ثقَة
إنْ الأمـيـرَ يُكافـيـهِ فيَكفيـنـا 

 قائل الأبيات هو : عبدالعزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم السنبسي الطائي شاعر عصره ولد ونشأ في الحلة بين الكوفة وبغداد واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق .
وهو معرف بلقب : (((((( صفي الدين الحلي ))))))،
قيلت عندما نهض المسلمون وأهل العراق لقتال التتر والمغول عندما غزو العراق .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire