lundi 12 août 2013

ثقافة السير للوراء


في ثقافة الصراع كل مصارع يحسب أن رأيه لا يحتمل إلا الصواب، ورأي غيره لا يحتمل إلا الخطأ
في ثقافة الصراع.. نحيا وتموت الأمة.. لا يهم غير أنفسنا.. لا يهم سوى إثبات أحقيتنا في تصدر المشهد وتحقيق ما نريد، أيًا كان هذا الذي نريد، وهي ثقافة ممجوجة، تنمو في مناخ الجهل، وتطغى في بيئة الفرقة والتشرذم، وغياب الأسس الإيمانية التي دعمها الإسلام
في ثقافة الصراع يتخبط الجميع في غرفة مظلمة، فلا نحصد إلا المواجع والسير للوراء.
أما في ثقافة الحوار فالأرض خصبة للتسامح، لسماع الرأي الآخر، للتنازل عن فكرة تبين بعد اختبارها أنها ليست الأصح، الأرض خصبة للتواضع والمحبة.. لتقديم مصلحة المجموع على مصلحة الذات، وللعودة إلى صف المفكرين المراجعين أنفسهم، وعدم التثبت بمقدمة الركب طالما لا نمتلك ما يؤهلنا لذلك
بثقافة الحوار تتقدم الأمة، لأن الصحيح هو ما يسود
علاء عبد الفتاح
 
إن المتأمّل لواقعنا اليوم يرى بأن ثقافةً الصراع انتشرت في عالمنا العربي، وتزكّيها بعض وسائل الإعلام كمن يشعل النار في الهشيم، كيف لا، وقد جعل منها مادةً دسمةً له، فنشر تلك الثقافة، فعمت وطغت بشكل لم يسبق له مثيل، فبتنا نلحظ الصراعات بين أبناء الشعب الواحد؛ صراع الأهداف، صراع الرؤى، صراع الغايات، صراع المبادئ، صراع الأفكار والمعتقدات، صراع الطموحات، صراع الآمال، صراع القيم، صراع الأحزاب، صراع الماديات، صراع المصالح، صراع القوى المتعارضة... مع أن منتهى الغايات هو الوصول إلى رؤى مشتركة تجمع أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة، تعمل على تقليص الصراع والفجوات، لتحقيق الآمال والأحلام لأبناء الأمة في الرقي والازدهار والعيش الكريمBackground51_opt.jpeg
وفي عالم كثرت فيه المشكلات والثورات والتحديات والانفعالات لدرجة أننا لا نعلم منتهاها ولا ما تؤول اليه، ومتى تنتهي، وإلى خير أَم إلى شرٍّ تتجه, فإننا بحاجة إلى حلول جذرية لا مؤقتة أو مصطنعة، بحاجة إلى حلول توسطية تعين على إعادة الأمور إلى نصابها، وتدفع بدفة السفينة إلى الأمام لا إلى الخلف, لأننا إن بقينا في عالم الصراع بين القوى المتخالفة فإننا سنبقى عالقين في وسط البحر، خائفين الغرق، بانتظار الفرج غير المضمون وغير المنطقي! وربما تكون الخسائر فادحة.. فما نحتاج إليه اليوم هو السعي نحو بر الأمان، وهذا يتطلب بدايةَ الاقتناع بأهمية ذلك السعي وضرورته لنا، من أجل تسديد الخطى أملًا في الوصول إلى ذلك الأمان والاستقرار والرقيّ المنشود الذي نرجوه ونتمناه، والوصول إلى شاطئ الأمان والاستقرار ليس بالأمر السهل، ولكنه في المقابل ليس بالمستحيل! بل إنه يحتاج إلى الإرادة والتصميم وتوحيد الرؤى لبلوغ الهدف
وتأمّل معي أيها القارئ، كيف خلق الله الإنسان كائنًا اجتماعيًا ميّزهُ عن سائر المخلوقات بالعقل والحكمة والقدرة على الكلام والحوار والإقناع، وميّزه بقدرات تفكيرية وإبداعية تعينه في واقع حياته على حل مشكلاته، والارتقاء بمستوى حياته.. ولكن من ينظر إلى الواقع اليوم يتعجب من حال أمتنا العربية لماذا لا توظِّف ما حباها الله من تلك الميزات وما وهبها من نهج قويم من أجل حل مشكلاتها في هذا الواقع؟ لماذا تقتنع كل الاقتناع بأنه لا حلّ بأيديها، وأن مصيرنا بأيْدٍ غربيّة؟ وبأن قدرات أبنائها على حل المشكلات ليست بتلك المستويات! وأن عليها اقتباس أو استيراد الحلول الجاهزة لمشكلاتها! أو أن لا حل لمشكلاتها بغير تلك القوى العظمى (كما تُحب أن يُطلق عليها)! وأنّ علينا أن نبقى في ركب التبعية على الدوام أو أن نفنى! أو أن نقبل بثقافة يرضى عنها الآخر الأجنبيّ!
الاقتناع أولًا بضرورة الحوار
إن الدول التي حققت اليوم ما تريد ووصلت إلى تغييرٍ في أنظمتها الحاكمة، عليها أن تبدأ بالخطوة التالية، (حيث التغيير يبدأ من أنفسنا ومن قناعاتنا، والحلول لمشكلاتنا يبدأ من ذواتنا، ومن سمو مبادئنا وأهدافنا، ومن توفيق الله تعالى لنا، وبالاستعانةِ بكتابنا وشريعتنا، وبعقولنا وأدمغة مفكرينا، ويبدأ من روعة منطقنا وحلاوة كلامنا) فعليها أن تبدأ بالحوار بين أبنائها، الحوار البنّاء لإصلاح ما عليها إصلاحه، والبدء من حيث وصلت، فنحن بحاجة إلى حوار يعيد لنا الأمل بحياة سعيدةٍ هانئة، لسنا بحاجة إلى جدالٍ هدّام، ولا إلى نقاشٍ عقيم يقودنا إلى صراع أكبر وإلى استمرار النزاع والخلاف! وقبل ذلك كله نحن بحاجة إلى الاقتناع بحاجتنا إلى الجلوس والتحاور بين أطراف الصراع، حوارًا مثمرًا يقود إلى نتائج، والاقتناع به كأسلوب مهم وأساسيّ لحل المشكلات والاقتراب (قدر الإمكان) من النتائج المُرضية لجميع الفِرق والأفكار المتناحرة فكريًا وعقديًا. فعلينا الاقتناع أولًا بأهمية الجلوس على الطاولة المستديرة، وإلا فكيف سنمارس فكرة مازلنا لا نؤمن بأهميتها؟! بل ونطرحها كحل ولكن البعض يرفض تطبيقها أو التفاعل معها، مفضّلًا مصالحه الذاتية على مصالح وطنه وأمته؟
يا بني البشر؛ خلقنا الله تعالى لكي نعمر الأرض بالخير والصلاح، وميّزنا عن سائر المخلوقات بالقدرة على التواصل اللفظي والاقتراب من الآخر، والقدرة على الاستماع، والأخذ والعطاء، والتفاعل مع الآخر.. من أجل البناء والتعمير، ومن أجل سعادتنا أولًا وأخيرًا، لا من أجل التباهي والتفاخر بتلك القدرات على بعضنا البعض! ونحن في زمن ازدادت به الوسائل الإعلامية ووسائل الانفتاح على الآخر وعلى الحقائق وغير الحقائق، فإن مواردنا المعلوماتية والثقافية أصبحت كثيرة وباتت متعددة، موثوقة وغير موثوقة، ولذلك لم يعد من السهل الوصول للنتائج التوافقية، ما لم نقتنع من داخلنا بأهمية تلك الخطوة (التحاور) ونسعى لها بأنفسنا. وإننا نرى اليوم أن كل من لديه فكرة أو مبدأ أو حزب ينتمي إليه فإنه يتمسك بمعتقداته تمسكًا شديدًا بدون تقبل للتغيير أو التعديل أو التحاور أو التكيّف، وهذا من الخطأ الذي نقع به، فمن طبع الإنسان المبدع أن يتقبل التغيير والتعديل والحوار، فلعله يصل إلى التحسين
الحوار ثقافة بنّاءة
ومهما بلغت التحديات في أمتنا العربية والتي زادت في زماننا، إلا أن لكل مشكلة حلًا.. أما بالنسبة لثقافة الصراع التي سادت بين أبناء الأمّة الواحدة الطامحين لواقع أفضل، فإنّ أفضل ما يمكن أن يُحجّمها ويقلل من شأنها، هو الثقافة المقابلة، وهي ثقافة الحوار، فالحوار هو أعلى المهارات الاجتماعية قيمةً ورقيًا ومكاسبَ، وعلى وسائل الإعلام تشجيع ثقافة الحوار البناء الفعال، لا ثقافة النزاع والخلاف والخسائر
فالحوار هو عمل الأنبياء مع أقوامهم، والعلماء مع ذواتهم، والمفكرين مع بعضهم، والقادة الناجحين مع مرؤوسيهم، والمربين الحقيقيين مع أبنائهم، والمنتجين مع بلدانهم.. وهو أساس لنجاح الأب مع ابنه، والزوج مع زوجته، والصديق مع صديقه، وأبناء الأمة مع بعضهم البعض، فالأمة القوية العزيزة المتقدمة هي التي تشيع فيها ثقافة الحوار بين أبنائها لا ثقافة الصراع، لأن الحوار مؤشر قوي على الديموقراطية، والتي هي أقصى ما تطمح إليه الشعوب، وكلما ابتعدت الأمة عن فتح آفاق الحوار عانت من الأمراض الاجتماعية والحضارية كالتسلط والذل، وهيمنة فئة على فئة، والكذب والمخادعة والغش، والنهب لمقدرات الأمة، والتراجع والتأخر عن باقي الأمم... وهذا ما عاشته شعوبنا العربية لعقود طويلة. وبالمقابل؛ فإنّ فتح آفاق الحوار في الدول الراغبة في الاستقرار بعد التحرر يعني فتح آفاق الأمل، وآفاق التطور والعدل والديموقراطية والحياة الأفضل
وانظر على سبيل المثال (لا الحصر) كيف أن رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  فتح باب الحوار مع صحابته حتى في أحلك الظروف، فعندما نزل المجاهدون مع رسول الله في غزوة بدر وراء ماء بدر، فسأله أحد صحابته (الحباب بن المنذر): «يا رسول الله أهو منزل أنزلكه الله تعالى، فليس لنا أن نتقدّم أو نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  في تواضع عظيم وتقبّل لآراء الآخرين: «بل هو الرأي والحرب والمكيدة»، فأخبره الحباب برأيه: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم (قريش) فننزله ونغوّر ما وراءه، ثم نبني عليه حوضًا فنملأه ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون»، بمعنى أن علينا أن نكون أمام ماء بدر لا وراءه، فنشرب ولا يشربون، فتقبّل رسول الله عليه الصلاة والسلام الرأي وغيّر موقع الجيش كله، وكان أن فتح الله تعالى عليهم بالنصر. وإن كان رسول الله وهو أعظم البشر تقبل الرأي الآخر فما بالنا نحن لا نتقبل غير آرائنا الشخصية وكأنها منتهى القول والغاية
ونذكر أيضًا قصة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما كان يخطب في المسلمين أيام ولايته شؤونهم، فأراد أن يُحدد قيمة المهر للنساء بحيث لا يتجاوز مبلغًا معينًا، فوقفت امرأة وعارضته أمام كل من حضر، وأخبرته أن هذا ليس من حقه لأن الله تعالى قال: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا}(النساء: 4)، فالله تعالى لم يُحدد المهر وكذلك لم يحدده رسول الله  " صلى الله عليه وسلم" ، ولم يمنعه، فكيف تحدده أنت ياعمر؟ فكان أن قبل عمر برأي المرأة بتواضع منه وتسامح واعترف قائلًا: أصابت امرأة وأخطأ عمر! فهكذا كان العظماء يتراجعون عن آرائهم حينما يرون رأيًا صوابًا سديدًا
مبادئ أساسية للحوار الفعّال
ولكي لا يكون حوارنا حوارًا فلسفيًا أو عاجيًا أو بيزنطيًا (محاولة التفوق على الخصم بأية طريقة) أو مضيعة للوقت فإن المتحاور عليه أن يضع نصب عينيه الالتزام ببعض مبادئ الحوار التي إن تم التقيد بها فإننا حتمًا سنصل لنتائج مشتركة فاعلة مقبولة، ومن تلك المبادئ
المبدأ الأول: تقبل رأي الطرف الآخر
كثيرًا ما يتقابل المتحاورون وفي ذهن كل منهم فكرة ذاتية دفينة بأعماقهم، مؤداها أن رأيه هو فقط الصائب المقبول، والذي لا رجعة عنه، وأن رأي الطرف الآخر هو الخاطئ المرفوض تمامًا، ولا يمكن قبوله ولا بأي حال من الأحوال! فلا يمكن أن نصل لحوار بنّاء ما دمنا نأتي للحوار وقد بيّتنا النية بعدم تغيير أيٍ من أفكارنا أو آرائنا.. فالحوار لا يمكن أن يحصل بين طرفين يدعي كل طرف أنه على هدى، وأنّ الطرف الأخر في ضلال مبين! فمن الصعب أن يتحقق الحوار في ظل هذا المنطق الأعوج المبني على قناعات فكرية شخصية وحزبية متصلبة، لا يمكن التراجع عنها أو تعديلها، فهنا ستبقى الهُوّة بين أطراف الصراع عظيمة، فالبعض خوفًا من الاقتناع بالرأي الآخر نجده يقفل أبواب التحاور أمام الآخرين بشتى الطرق. ولكي يتحقق الحوار المنتِج المرغوب به، فلابد أن نأتي بعقلية ذهنية تقول: «إن رأيي صوابٌ يحتملُ الخطأ، ورأي غيري خطأٌ يحتملُ الصواب»، عقلية التغيير والانفتاح على رأي الآخر وتقبل له.. لأن في نهاية المطاف؛ إن لم يتم الوصول لحلول توافقية عادلة لجميع الأطراف فإن الفجوة ستزداد شيئًا فشيئًا بمرور الزمن، ويكون الخاسر الأكبر هو الوطن
المبدأ الثاني: تقديم الأدلة والحجج المقنعة
إن الحوار الجاد والفعال هو الحوار الذي يستند على البراهين والحجج المقنعة، والذي يتخذ من الحجج العقلية سبيلًا لمعرفة الحق، وإثبات الرأي، وإقناع الطرف الآخر؛ كما نرى في منطق القرآن الكريم في الحوار (كما في حوار الأنبياء مع أقوامهم) إنه استند على الأدلة والبراهين والحجج والحقائق، وهذا هو الحوار المثمر والمنتج. أما الحوار القائم على الشكوك والتوهمات ورفع الصوت والمجادلات الفارغة، بدون برهان مقنع فلن يكون إلا حوارًا فاشلًا، وجدالًا عقيمًا، لا هدف له إلا إضاعة الوقت وإقناع الآخرين بأننا جلسنا للحوار، ولكننا لم نصل إلى شيء! فعلينا بالعمق في الحوار لأن التفكير السطحي هو الذي يغيّب العقل والنتائج، ويقطع الحوار
المبدأ الثالث: الرغبة الصادقة في التوصل إلى حلول
عندما نعلن أننا نريد التحاور من أجل التوصل لفهم مشترك أو حل قضية عالقة، فإنه لابد أن يكون لدينا الرغبة الصادقة في الوصول للنتائج والوصول إلى الحق والصواب والتغيير لصالح الوطن، حتى لا يكون جلوسنا للحوار ضربًا من إضاعة الوقت أو رفع العتب! فعلينا أن نعطي الآخرين فرصة للتعبير عن أنفسهم، وأن نكون موضوعيين في طرحنا وفي قبولنا للحقائق والآراء، ومن الحِكَم السديدة: «رأس الأدب كُله الفهم والتفهم والإصغاء إلى المتكلم». ومن المهم أيضًا التفاؤل بالتوصل للحلول وحل قضايا الخلاف العالقة، ومن المهم نبذ التعصب للآراء والمذاهب والأفكار والأشخاص، فالتعصب ظاهرة قديمة تمثل انحرافًا مرضيًا، ينشأ عن اعتقاد باطل بأن المرء يحتكر الحق وحده. والمتعصب لا يريد التوصل لغير رأيه والسير على هداه، منتصرًا لنفسه أو مذهبه، وهذا ما نشاهده كثيرًا في حواراتنا
المبدأ الرابع: الالتزام بأخلاقيات الحوار 
ومن أهم أخلاقيّات الحوار، الاستماع وحسن الإصغاء للطرف الآخر، وعدم مقاطعته حتى يكمل فكرته، والصدق في الطرح لا المخادعة، واللياقة واحترام الحوار واحترام الآخر، وعدم رفع الصوت فوق الدرجة الطبيعية، {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَُّّوا مِنْ حَوْلِكَ}(آل عمران:159). ولكن ما نتابعه اليوم من حوارات عربية تنقلها وسائل الإعلام يظهر كيف أن هذه الأخلاقيات كثيرًا ما تُنقض عراها واحدةً تلوَ الأخرى، أثناء الحوار، فيبدأ المتحاوران يقاطع كل منهما الآخر، ودون استماع أو مناقشة، ومع رفع الصوت شيئًا فشيئًا إلى أن ينتهي الحوار بالشتائم أو الضرب أحيانا! وبشكل بعيد كل البعد عن مفهوم الحوار! والملفت للنظر أننا لا نلحظ مثل تلك السلوكات في الحوارات بين الأجانب، عندما تنقلها وسائل إعلامهم، فلماذا لم نتعوّد الرقي والسمو في حواراتنا؟! إننا بحاجة للتدرب على أسلوب التحاور السليم والراقي منذ الصغر في البيت والمدرسة والمجتمع ووسائل إعلامنا، من أجل استخدامه كاستراتيجية موصولة للحلول والأفكار السديدة

وكثيرًا ما ورد أسلوب الحوار في القرآن الكريم (كما في حوار سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع قومه، وحواره مع أبيه، وحوار موسى عليه السلام مع فرعون، وحوار موسى مع هارون عليهما السلام، وحوار يعقوب مع أبنائه، وموسى مع الرجل الصالح، وحوار صالح عليه السلام مع قومه، وسيدنا محمد  " صلى الله عليه وسلم"  مع كفار قريش...) حيث الحوار يتوافق مع النفس البشرية وطبيعة العقل البشريّ المفكر، وقد حث الله تعالى على الحوار البناء لا المجادلة الفارغة، فقد قال عز وجل: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن}(النحل: 125). وقال رسول الله  " صلى الله عليه وسلم" : «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المِراء وإن كان محقًا» (المِراء: الجِدال)(رواه أبوداود بسند حسن). وقال عليه الصلاة والسلام: «فما ضلَّ قومٌ بعد هدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل»(رواه الترمذي وصححه
د. آندي حجــازي- أستاذة جامعية أردنية