يعتمد المستقبل في عصر المعلومات على الذكاء والإبداع الإنساني،
لا على الموارد الطبيعية فقط، وواجبنا- الأسرة آباء ومربين- التأكيد على
تنمية قدرة الذكاء والإبداع والابتكار، بغية وضع الأبناء (بنين وبنات) في
البيئة التي تساعدهم على ابتكار طرائق ومفاهيم جديدة لظروفهم الحياتية،
لأن الابتكار من أهم العوامل التي أسهمت في تقدم الإنسان والإنسانية.
حدد الباحثون- في التفكير الإبداعي- العوامل التي تنمي هذا النوع من التفكير في النقاط الآتية:
- عوامل معرفية.
- عوامل إنتاجية.
- عوامل تقييمية.
الابتكار
هو أسلوب في التفكير والسلوك، أي قدرة الإنسان على أن يصبح حساسًا
للمشكلات والفجوات في المعرفة والعناصر الناقصة، ثم قدرته على تحديد
الصعوبة، ووضع فروض عن أوجه النقص، ثم اختيار هذه الفروض، وإعادة اختبارها
وتعديلها، وتوصيل نتائج هذا كله للآخرين.
والعقل الابتكاري له سمات،
سيما أن تنمية التفكير الإبداعي تحتاج إلى عقل ابتكاري، مع عوامل إنتاجية
تنمي الفكر الإبداعي، ولعل هذه العوامل هي التي تساعد في تحديد سمات
العقل الابتكاري، وتتلخص في الآتي:
الطلاقة: وهي قدرة الفرد على أن يأتي بفكر متعدد، أو طرح حلول عدة للمعضلة الواحدة.
المرونة: وتعني قدرة الفرد على الإتيان باستجابات مختلفة للمثير الواحد.
الأصالة: وهي قدرة الفرد على الوصول إلى أفكار حديثة بكر، وبعيدة عما هو معروف ومألوف، والأفكار الأصيلة هي الأفكار النادرة.
التفضيل: وهو القدرة على وضع تفاصيل الخطط أو الأفكار.
ومن
اللافت للانتباه، أن الإبداع لا يأتي من الفراغ، وإنما هو محصلة لمعارف
ودراسات، ونتيجة لمجموعة من المهارات لحل المشكلة والتفكير الناقد، لاسيما
من مهارات الاتصال والدراسة، والعمل مع الجماعة والتقييم، مع التنويه إلى
أن الهدف من التربية العصرية المستقبلية هو التركيز على التفكير
الابتكاري، ومن أجل مساعدة الطفل على إظهار طاقته الكامنة وتنميتها حسب
الإمكان، لكي يبتكر أشياء جديدة، ويعزى ذلك إلى قدرة الطفل العجيبة على
التخيل ومتابعة الأشياء الخيالية، كما يفعل العباقرة والنوابغ، خاصة في سن
السادسة.
وعلينا أن ندرك، أن ثمة ضوابط يمكن وضعها لتنمية فكر
الأبناء وإبداعهم وابتكارهم، هي: الجدية في تقديم شيء فريد متميز للطفل
ووفقًا لعمره الزمني والعقلي، والتأكيد على أن الواحد منهم يفكر حرًّا،
والسعي في تشجيع الدوافع عند الأبناء للتفكير من خلال التشويق والترغيب
بغية إزالة الخوف من نفوسهم، وإتاحة فرصة الإبداع لديهم، مع إمكانية توفر
الوقت الكافي والإمكانات، والحرص على أن يكون التقييم خبرة سارة لطالب
العلم، مع إمكانية الرجوع إلى المصادر الأصيلة والفرعية للموضوع الواحد أو
لعدة موضوعات، حيث سيفجر لدى الأبناء مكامن الإبداع والابتكار والتميز،
مع إبداء الملاحظات التالية:
1- أثبتت التجارب أن إعداد الآباء
والمربين طريقة لتشجيع ابتكارات الأبناء قد يؤدي بالفعل إلى زيادة نسبة
المبتكرين. ومن أجل أن تقوم المدرسة بدورها بشكل فعال لابد من تأمين جو
مدرسي يثير الابتكار، والعمل على تشجيع المتفوقين، والاهتمام بالتكليف
بالأعمال الإضافية وبشكل حر ومستقل بغية إثارة روح الابتكار.
2-
التأكيد على الثوابت الدينية والأخلاقية، حيث تزيد من قدرة الأبناء على
تفهم أمور العقيدة وتعميق الزاد الروحي، سيما وأن الإبداع يبدأ منذ سن
صغيرة، ثم ينمو مع الطفل، مع مراعاة أن يكون ذلك عبر اللغة العربية «لغة
القرآن الكريم» لكونها الوعاء لأفكارنا وإبداعاتنا.
لذا.. لا يمكن
لأحد منا أن ينكر دور الأسرة في تنمية الإبداع والابتكار، لأن في حال عدم
رعاية وعناية هذا الإبداع سوف يموت، مما يوجب العمل على تشجيع الطفل على
الاستقلال. واحترام الوالدين للطفل المبدع المبتكر وإظهار الثقة في
قدراته، ومنحه الحرية لاستكشاف عالمه، واتخاذ قراراته بنفسه، وتأمين الأمن
له، وسيادة التفكير العلمي في الأسرة.. كل ذلك تأمين للمناخ الملائم
والمشجع لتنمية الروح الإبداعية والابتكارية لدى أبنائنا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire