mardi 25 décembre 2012

قِفـوا ضِـدّي---أحمد مطر


قِفـوا ضِـدّي
 
دَعُوني أقْتفي وَحْدي .. خُطى وَحْدي !

أنا مُنذُ اندلاعِ براعِمِ الكَلِماتِ في مَهْدي

قَطَعْتُ العُمْرَ مُنفرِداً

أصُـدُّ مناجِلَ الحَصْدِ

وَما مِن مَوْردٍ عِندي لأسْلِحتي

سِوى وَرْدي !

فَلا ليَ ظَهْرُ أمريكا

لِيُسندَ ظَهْرِيَ العاري .

وَلا ليَ سُلطةٌ تُوري

بِقَدْح زِنادِها ناري .

وَلا ليَ بَعدَها حِزْبُ

يُسَدِّدُ زَنْدُهُ زَنْدي .

***

قِفـوا ...

لن تَبلُغوا مِنّي وُقُوفَ النّدِّ للِندِّ ِ.

مَتى كُنتمْ مَعي.. حتَى

أُضارَ بِوَحشةِ البُعْـدِ ؟

أَنا مَن ضَمَّكُمْ مَعَهُ

لِتَرفعَ قِيمَـةُ الأصْفارِ قامَتَها لَدى العَـدِّ

بظِلِّ الواحدِ الفَرْد ِ.

ولكنّي، بطُولِ الجُهْـدِ ،

لَم أَبلُغْ بها قَصْـدي .

أُحرِّكُها إلى اليُمنى

فألْقاها على اليُسرى

وتَجْمَعُ نَفْسَها دُوني

فَيُـصْبـحُ جَمْعُها : صِفْرا .

وَما ضَيْري ؟

أنا في مُنتهى طَمَعي .. وفي زُهْـدي

سَأبْقَى واحِداً.. وَحْـدي !

***

فَمِي أَضْناهُ حَـكُّ الشَّمْعِ عن فَمِكُم .

بحقِّ الباطِلِ المَصهورِ في دَمِكُمْ

قِفوا ضِـدّي .

دَعُوني، مَرّةً، أُهدي سَنا جُهْدي

لِما يُجْـدي .

فَمَهْما أَشرقَتْ شَمسي

فلنْ تَلْـقَى لَها جَـدوى

سِوى الإعْـراضِ والصَدِّ

مَـنَ العُمْيانِ والـرُّمْـدِ .

***

قِفـوا ضِـدّي .

أنا حُـرُّ .. ولا أرْجو بَراءَةَ ذِمَّةٍ

مِن ذِمّـةِ العَبْدِ .

خُـذوا أوراقَ إثْـباتي .

خُذوا خِـزْيَ انْصهاري في ذَواتٍ

أَخجَلتْ ذاتي .

سَفَحْتُ العُمْـرَ

أُوقـِظُ نائِمَ الإنسانِ في دَمِها

وَحينَ تَحرَّكَتْ أطرافُ نائِمِها

مَشَتْ فَوقي .. تُجدِّدُ بَيعةَ القِـرْدِ !

خُـذوا آبارَكُمْ عَنّي .

خُـذوا النّار الّتي مُـتُّمْ بِها

مِن شِدَّةِ البَـرْد ِ!

خُـذوا أنهارَكُمْ عَنّي

خُـذوا الدَّمْعَ الذّي يَجري

كسكّينٍ على خَـدِّي .

خُذوا الأضْواءَ والضّوضاءَ

عَن عَيني وَعَن أُذُني ..

أَنَا ابنُ الغَـيْمِ

لي مِن دُونِكُمْ بَـرْقي وَلي رَعْدي .

قِفـُوا ضِـدّي ..

كَفاني أنّني لمْ أنْـتَزِعْ مِن قَبلِكُمْ جِلْدي .

وأنّي لم أَبعْني، مِثلَكُمْ ، في ساعةِ الجِدِّ .

كَفاني بَعدَكمْ أنّي

بَقيتَُ ، كما أنا ، عِنْـدي .

فَماذا عِندَكُمْ بَعْـدي ؟!

















Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire