mardi 15 janvier 2013

سوءُ الظَّن

يَرى بعضُ الناس أنَّ سوءَ الظنِّ هو نَوعٌ مِن الفطنة أو ضربٌ من النباهة، وإنما هو غايةٌ في ضياع المروءة والشؤم.
إن سوء ظن المرء بإخوانه من غير برهان من أسباب التدابر والتقاطع والتباغض بين الناس. فكم انقطعت حبال المودة بين الإخوان، وملأت الكراهية قلوب بعضهم على بعض بسبب سوء الظن . وكم تعدى أناس على الآخرين وآذوهم ورموهم بما هم منه برآء بسبب سوء الظن . وكم أُتهم بريء في شرفه وذمته وأمانته بسبب سوء الظن ...
يعرف ابن كثير، سوء الظن على أنه التهمة والتخوّف في غير محلّه، وعدم التحقيق في الأمور والحكم على الشئ بدون دليل.
فالمرءُ السييء هو مَن يظن بالناس السوء، ويبحثُ عَن عُيوبِهم ويَراهُم مِن حيثُ يَرى نَفسَه.
وأما السَّويُّ، فإِنه يَنظرُ بِعَينٍ صالحة ونَفسٍ طيبة، ويَبحثُ للناس عن الأعذار ويظن بهم الخير.
يقول المولى عز وجل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )
[الحجرات : 12]
وحكى أكثر العلماء: أنَّ الظن القبيح بِمَن ظاهِرُهُ الخير لا يجوز! وأنه لا حرج في الظن القبيح بمن ظاهره القبيح. ( و القبيح هو علامات الشر لا لبس فيها )
وقيل " لا تَظُنّ بكلمة خرجت مِن أخيك شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً". أي طالما أن هنالك تفسيرا واحدا حسنا (إيجابيا) على الأقل فيجدر أن تأخذ به.
فالعاقل يحسنُ الظن بإخوانه، وينفرد بغمومه وأحزانه؛كما أن الجاهل يُسيءُ الظن بإخوانه، ولا يفكر في في جناياته وأشجانه .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire