جرير و الفرزدق والأخطل
لعب الهجاء دورا كبيرا في العصور السالفة ،وكان كبار القوم في الجاهلية يتجنبون الأعمال المخلة بالمروءة ليتجنبوا هجاء الشعراء
وكان الهدف الرئيسي من الهجاء تحذير وجهاء القوم كي لا يقعوا في
السقطات ولا يحيدون عن مكارم الأخلاق ،ولكن قليل منهم اتخذوا الهجاء حرفة
يتعيشون منها مثل الحطيئة، فكان بعض المشاهير يعطي للشاعر من المال ما
يسكته عنه.
واشتهر هجاء جرير والفرزدق والأخطل لبعضهم البعض ،وكان الحطيئة
الأشهر بين شعراء الهجاء ،حتى إذا أسكتوه بالمال ،لم يجد إلا أن يهجو نفسه
فقال البيت المشهور عنه :
أرى وجها شوه الله خلقه فقبح من وجه وقبح حامله
كما اشتهر هجاء المتنبي لكافور فكان من أقذع الهجاء
ومنه قوله :
لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد
وهذا دعبل الخزاعي يفوق الهجائين عندما يهجو كل الناس ويقول:
ما أكثر الناس بل ما أقلهم والله يعلم أني لم اقل فندا
إني لأفتح عيني حين افتحها على كثير ولكن لا أرى أحدا
روى العتبي قال: قال هشام بن عبدالملك
لشبَّة بن عقال - وعنده الفرزدق وجرير والأخطل، وهو يومئذ أمير -: ألاَ
تخبرني عن هؤلاء الذين قد مزَّقوا أعراضَهم، وهتكوا أستارهم، وأغروا بين
عشائرهم في غير خير، ولا بِرّ، ولا نفع - أيُّهم أشعر؟ فقال شبة: أمَّا
جرير فيَغرِف من بحر، وأما الفرزدق فينحتُ من صخر، وأمَّا الأخطل فيجيد
المدح والفخر، فقال هشام: ما فسرت لنا شيئًا نحصله، فقال: ما عندي غير ما
قلت
فقال لخالد بن صفوان: صِفهم لنا يا ابنَ الأهتم، فقال: أما أعظمهم فخرًا، وأبعدهم ذِكرًا، وأحسنهم عذرًا، وأشدُّهم ميلاً، وأقلُّهم غزلاً، وأحلاهم عللاً، الطامي إذا زَخَر، والحامي إذا خَطَر، الذي إن هدر قال، وإن خَطَر صال، الفصيح اللِّسان، الطويل العنان - فالفرزدق
وأمَّا أحسنُهم نعتًا، وأمدحهم بيتًا، وأقلُّهم فوتًا، الذي إن هجَا وضع، وإن مدح رفع - فالأخطل
وأما أغزرُهم بحرًا، وأرقُّهم شعرًا، وأهتكهم لعدوِّه سِترًا، الأغرُّ الأبلق، الذي إن طَلَب لم يُسبَق، وإن طُلِب لم يُلْحَق - فجرير
وكلهم ذكيُّ الفؤاد، رفيع العماد، واري الزناد، فقال له هشام : ما سمعْنَا بمثلك يا خالدُ في الأولين، ولا رأينا في الآخرين، وأشهد أنَّك أحسنهم وصفًا، وألينهم عطفًا، وأعفُّهم مقالاً، وأكرمهم فعالاً، فقال خالد: أتمَّ الله عليكم نعمه، وأجزل لديكم قِسَمه، وآنس بكم الغربة، وفرَّج بكم الكربة - وأنت والله - ما علمتُ - أيها الأمير، كريمُ الغِراس، عالِم بالناس، جواد في المَحْل، بسام عند البَذْل، حليم عند الطيش، في ذروة قريش، ولباب عبد شمس، ويومك خيرٌ من أمس
فضحك هشام وقال: ما رأيت كتخلُّصك يا ابنَ صفوان في مدح هؤلاء ووصفهم، حتى أرضيتَهم جميعًا
فقال لخالد بن صفوان: صِفهم لنا يا ابنَ الأهتم، فقال: أما أعظمهم فخرًا، وأبعدهم ذِكرًا، وأحسنهم عذرًا، وأشدُّهم ميلاً، وأقلُّهم غزلاً، وأحلاهم عللاً، الطامي إذا زَخَر، والحامي إذا خَطَر، الذي إن هدر قال، وإن خَطَر صال، الفصيح اللِّسان، الطويل العنان - فالفرزدق
وأمَّا أحسنُهم نعتًا، وأمدحهم بيتًا، وأقلُّهم فوتًا، الذي إن هجَا وضع، وإن مدح رفع - فالأخطل
وأما أغزرُهم بحرًا، وأرقُّهم شعرًا، وأهتكهم لعدوِّه سِترًا، الأغرُّ الأبلق، الذي إن طَلَب لم يُسبَق، وإن طُلِب لم يُلْحَق - فجرير
وكلهم ذكيُّ الفؤاد، رفيع العماد، واري الزناد، فقال له هشام : ما سمعْنَا بمثلك يا خالدُ في الأولين، ولا رأينا في الآخرين، وأشهد أنَّك أحسنهم وصفًا، وألينهم عطفًا، وأعفُّهم مقالاً، وأكرمهم فعالاً، فقال خالد: أتمَّ الله عليكم نعمه، وأجزل لديكم قِسَمه، وآنس بكم الغربة، وفرَّج بكم الكربة - وأنت والله - ما علمتُ - أيها الأمير، كريمُ الغِراس، عالِم بالناس، جواد في المَحْل، بسام عند البَذْل، حليم عند الطيش، في ذروة قريش، ولباب عبد شمس، ويومك خيرٌ من أمس
فضحك هشام وقال: ما رأيت كتخلُّصك يا ابنَ صفوان في مدح هؤلاء ووصفهم، حتى أرضيتَهم جميعًا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire